غزة..هذا القطاع الصغير فى أقصى شمال غرب فلسطين المحتلة على ساحل البحر المتوسط ويلتقى مع سيناء المصرية فى ذلك الشريط الحدودى القصيرالذى لا يتجاوز طوله14 كم ويفصله عنها معبر رفح البرى بينما يفصله عن الكيان الصهيونى ثلاثة معابر(كانى-صوفا-كيريم شالوم) كما توضح الخريطة....
ومنذ نجاح المقاومة الفلسطينية فى هزيمة المحتل وطرده من القطاع واسرائيل تحيك المؤامرات وتدبر المكائد للانتقام...الانتقام ممن يدافعون عن ديارهم وأبنائهم واختاروا بشجاعة قوادهم !!!
بيد أن حرب الفرقان لم تكن المؤامرة الأولى لأحفاد القردة والخنازير وكذلك الجدار ليس أخرمكرهم لكن ثمة خيط مرأى يصل بين المكرين ...فشل فغيظ ومؤامرة جديدة...
دخل الصهاينة الحرب الأخيرة على غزة وفى نفوسهم أمانى وأمانى فمن المؤكد أن الحصار الذى سبق الحرب جعل من أهل غزة هياكل موت بلا طعام ولا شراب وبالطبع هم بلا سلاح اذا فتلك فرصة الصهاينة لاقصاء المقاومة الباسلة وهدم أنفاق حياتهم والانتقام من شعب أراد عزته فلم يهن أمام الحصار المرير ولم يستسلم وتلك اذا أهداف ثلاثة وكلت الى عمليتهم الشيطانية (الرصاص المصبوب) على غزة المحاصرة العزلاء !! حتى اذا فار التنور وحانت اللحظة تغشت غزة الجريحة غمامة من أشباحهم الطائرة تدك الأرض دكا وتحيل الدور أطلالا والسكان أشلاءا ولم تنكشف الا والمستضعفون صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية.لقد مر بضع وعشرون يوما ومازال السفاحون الأثمون يكثفون من هجماتهم الباطشة جوا وبرا وبحرا ضد الأبرياء العزل فى صمت دولى يندى له الجبين حتى اذا يأسوا مما يرجون ولاح فى أفقهم فشل السنون انقلبوا خسرين وتحسروا على ماأنفقوا فى سبيل خاسرة وتردد فى الأرجاء قول الحق (ان الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون) وعجبهم كل العجب من مثل الصمود صمود سيخلد فى الوجدان وان أبى الأنذال.... وأرادوا أن يكسروه بكيد جديد...
جداريحكم الحصار لتتحول غزة الى أكبر سجن بشرى فى العالم الا أن كل أهله أبرياء ! فلو تأملنا الخريطة جيدا لأدركنا أن الكيان الصهيونى يحيط غزة من اتجاهات ثلاثة (شرقا وجنوبا وشمالا حيث الأسطول الصهيونى المتأهب) ولم تبق الا مصر!!
يدخل الحصار عامه الرابع وليس من أمل فى مدد الا من هذه الجهة .لطالما ساندتنا مصرودافعت عنا ولكن هل تفتح لنا المعبر وتمدنا بما نحتاج تلك المرة ؟ ان الحرب لم تدع لنا اختيار لابد من فتح المعبر...أين المصريون ؟!!ولكأن الصهاينة أبادوهم!! ماذا نفعل ياالهى...الأنفاق....لماذا تلومونا اذن؟!
لماذا الجدار فى هذا التوقيت بالذات؟ وما غرض جدارمن الفولاذ يمتد بطول الحدود الغزاوية المصرية وبعمق 30 مترا تحت الأرض وماسورة مثقوبة تخرج من البحر المالح بعمق 22 متراعلى امتداد الحدود ومجسات الكترونية أسفل الجدار؟!! هل كل ذلك لمنع تهريب المخدرات أم للحيل دون تهريب الراقصات الروسيات ؟!وهل يعقل أن شعبا لا يجد قوت يومه يتاجر فى المخدرات؟! وماذا عن 200كم حدودنا مع الكيان الغاصب ومئات الكيلو مترات مع السودان وليبيا أم ماذا عن الموانى والمطارات؟!فو الله ان المخدرات والنساء ليتاجر فيهن فى مصر فى وضح النهار!!! واذا ادعى مدع أن الجدار لحماية أمن مصر ...فممن؟ من الذين وصفهم القرءان(الذين ءامنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) أنؤمن حدودنا ممن أمنهم الله فى الدنيا والأخرة بينما حدودنا مع الكيان مفتوحة مباركة!!! وطائرات العدو تخترق مجالاتنا ليل نهار لضرب اخواننا ؟ ثم أنه مابال جدار تهلل له اسرائيل وتباركه أمريكا ويرضاه عباس ويحلله طنطاوى؟هل كل هؤلاء يريدون أمن مصر؟!!!!!
لقد أعاد الجدار الى ذاكرتى خط بارليف المنيع وتكويناته وملحقاته ولك أيها القارئ المحترم أن تعقد مقارنة بينهما !!وهذا بدوره يرجح أحد احتمالات عديدة جميعها يدين مصر.ان فكرة الجدر التحصينية فكرة يهودية أوجدتها نزعة الجبن فيهم وقد أخبرنا بذلك العليم الخبير(لأنتم أشد رهبة فى صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لايفقهون لا يقاتلونكم جميعا الا فى قرى محصنة أو من وراء جدر) فمنذ متى ونحن نحصن أراضينا بالجدر يا مصر؟! وهاهم الصهاينة يفضحون تواطؤ مصر معهم ضد غزة بما قرروه من اشادة جدار أخر على الحدود مع مصر بحجة منع تهريب المخدرات والأفارقة اليهود اليهم و لحماية الأمن القومى الاسرائيلى؟ ان رعبهم من مرور الفدائيين اليهم عبر الصحراء جعلهم لا يكتفون بجدار واحد.....ألم تروا بعد أن الفكرة واحدة(جدار) والزمن واحد وكلا الجدارين يحمل ذات الخواص مع اعتبار عنصر الملائمة للهدف.
وفى النهاية ألم تقتنع بعد أيها الباحث العاقل ..لقد ضاع بأسنا وغابت نخوتنا وطفحت بجاحتنا واذا كنا من يمد المستوطنات بالغاز حتى أثناء حرب أصحابهاعلينا ثم نبخل على اخواننا بامرار اليهم بعض مساعدات الغير التى لم نساهم فيها بتمرة بل ونهدم أنفاقهم بأيدينا فمن المؤكد أننا لا نفهم! ولسنا وحدنا من المسلمين والعرب من يفعل فهذا يناور مع العدو وذاك يتاجر معه والكل فى النهاية محسوب على الصهاينة!!!!!!